الجن والعفاريت



جدي كان رجلا صعيديا طيبا ..
في احد ليالي الصقيع القارص جلست مع جدتي العجوز وهي ملتحفة بعباءتها الصوف نستمتع معا بشرب الشاي الساخن أمام الموقد، فقلت في خاطري سوف احصل الليلة على أمسية مذهلة واستدرج الجدة لسرد الحكايات عن العفاريت فهي بالفعل موسوعة قصص وحكايات.
أخذت رشفة شاي وقلت : لقد تأخر والدي في الحقل يا جدة وأنا أخاف عليه من العفاريت.
فضحكت الجدة وقالت : لا تخف فوالدك قلبه قوى لا يهاب من أي شيء .. طالع مثل جدك تمام .. ثم تنهدت الجدة وقالت وهي تستذكر إحدى حكاياتها القديمة والعجيبة : ذات يوم تعاهد جدك مع أخيه إبراهيم لري الأرض معا ..

ذهبا لسقي الأرض معا ..
صمتت الجدة ونظرت إلي قائلة : هل تدرى من سمع حديثهما ؟! فارتعبت لأني اعلم الإجابة لكن لساني عجز عن النطق فاسترسلت الجدة قائلة : وبعد منتصف الليل جاء إبراهيم ونادى على جدك ليذهبوا معا لري الأرض وحمل كل واحد منهم بدالته على كتفه - البدالة هي آلة بدائية لسحب المياه من الترع -  وكان إبراهيم صامت لا يتحدث طوال الطريق متقدما في خطاه وجدك يتبعه حتى وصلوا الأرض وبدءوا العمل في ريها وسقايتها ..  الغريب أن جدك كان يروي قيراط مقابل عشرات الأقرطة يرويها أخيه إبراهيم.
وحين انتهى إبراهيم من الري حمل بدالته على كتفه ثم قال لجدك : سوف اذهب الآن قبل حلول الفجر وأنت خلص وتعال على مهلك.
وعند عودة جدك في الصباح وجد أخيه إبراهيم في البيت متأسفا، لقد غلبه النوم ونسى عهده وموعده .. فضحك جدك وعلم إن الذي كان يساعد إبراهيم في ري الأرض لم يكن إلا عفريت.

عفريتة التنور

أجد الفرن ساخنا وبجانبه قليل من الخبز
أعطني يا ولدى كسرة بتاو - البتاو نوع من الخبز في صعيد مصر- .. قالت الجدة فأعطيتها كسرة البتاو وما أحلاه مع الشاي فأخذت الجدة قضمة وقالت : لم أذق في حياتي أشهى من بتاو العفريته .. فارتعشت أوصالي وقلت : وما قصة بتاو العفريته يا جدة ؟.
قالت الجدة : ذات يوم كنت اخبز الخبيز في الفرن بالطابق الأعلى وبعد الانتهاء تذكرت أني نسيت وعاء العجين ولم أقم بغسله فصعدت للأعلى لأحضره وإذا بي أجد واحدة ست جالسة تخبز أمام الفرن وأولادها يلعبون حواليها وعندما التقت أعيننا رأيت النار تتراقص في عينيها الحمرواتين .. فتشجعت وقلت لها لا تخافي استمري في الخبيز فانا انتهيت من الفرن ثم خرجت وتركتها لتنهي خبيزها.
وفى الصباح وجدت خبزا شهيا بجانب الفرن .. و أوقات كثيرة يا ولدى أجد الفرن ساخنا ويوجد بجانبه قليل من الخبز.

لا تنم أمام الباب!

أخيرا غلبني النعاس اللعين فاستأذنت جدتي ومددت جسدي الصغير أمام باب الغرفة وإذا بجدتي تناديني منزعجة : لا تنام أمام الباب حتى لا يحدث لك مثل ما حدث معي.
فارتعبت وطار النوم من عيني كالجبان وهرعت إلى حضن جدتي فلفت يديها العجوزتين حولي بدف وقالت : ذات يوم من أيام الصيف الحار عندما كنت في مثل سنك نمت أمام عتبة البيت على ضوء القمر كما كان أهل القرية يفعلون في ذالك الزمان وفى منتصف الليل استيقظت على صوت دوي أقدام لشخصين ضخام البنية متجهين رأسا إلى بيتنا فأغمضت عيني وادعيت النوم ولما اقتربوا منى أراد واحد منهم أن يعبر من فوقى فمنعه الآخر قائلا : إذا عبرنا من فوقها فسوف نؤذى الفتاة.
ثم انحنى وحملني ووضعني جانبا وعبروا إلى داخل البيت وتلاشوا كبخار يظهر قليلا ثم يضمحل.

العفريته التي أحبت جدي

العفريته الجميلة أحبت جدي وارادت أن تتزوجه
والآن حاول أن تنام لنذهب في الصباح معا لزيارة قبر جدك .. قالت الجدة وهي تربت بلطف على رأسي فأجبتها قائلا : حاضر يا جدة .. لكن هل كان جدي رجل طيب مثلك هكذا؟.
فنظرت إلي الجدة بحنو وقالت : كان رجلا طيبا للغاية و ذو هيبة تقع على كل من يراه حتى أن ملكة الجان أحبته و أرادت أن تأخذه مني.
ماذا ؟ .. ملكة الجان أحبته ؟ .. قلت أنا متعجبا.
فردت الجدة : ولماذا الاستغراب يا ولدى ؟ .. جدك كان له عادة أن يطلق البخور في أرجاء البيت لتكون رائحته طيبه .. وفي إحدى الليالي وبينما هو يبخر وإذا بطاقة تنفتح أمامه من العدم لتخرج منها فتاة جميلة وخلفها عبد اسود اللون.
الفتاة الجميلة قالت لجدك : أنا أحببتك وسوف تكون زوج لي.
فارتعب جدك من هول المنظر وتلعثم في الكلام قبل أن يرد قائلا : لكني متزوج .. فقالت الفتاة : أنا اعلم بأنك متزوج وسوف أقوم بزيارة زوجتك لآخذ الإذن منها ثم اختفت من أمام جدك الذي هرع إلي وقص علي كل ما حدث فقلت له باستنكار وأنا غير مصدقة : الم تجد من بين الرجال غيرك .. أهي عمياء حتى تعجب بك ؟.
فقال لي جدك : حسنا انتظري زيارتها حتى تتأكدي من صدق قولي وكلامي.
ثم تنهدت الجدة وقالت : وفي إحدى الليالي بينما كنت نائمة لوحدي في المنزل وإذا بفتاة بارعة الجمال تدخل إلى غرفتي وخلفها عبد اسود اللون غليظ الشفتين. الفتاة ألقت علي التحية وعندما رفعت ذراعي لأرد التحية لم استطع .. حتى لساني امسك عن الكلام.
الفتاة قالت : أنا اعلم انك امرأة طيبه ذات قلب ابيض وأنا أحببت زوجك وأريده لنفسي.
قالت الجدة : فأحنيت رأسي بالموافقة خوفا من أن تؤذيني وتلاشت من أمامي كالضباب الثقيل وتلاشى معها كل إرباك حدث لجسدي وآمنت بصدق الحكاية.
جدي خاف أن يأخذ الزلعة ..
ثم مرت الأيام والأسابيع وفى يوم ظهرت الفتاة لجدك لوحدها بدون العبد الأسود وكانت تحمل بين يديها زلعة من الفخار وقالت لجدك : خذ هذه الزلعة بسرعة قبل أن يأتي العبد من السودان .. إنها مليئة بالذهب.
فخاف جدك ورفض أن يأخذها وقال لها هذه الزلعة مليئة بالثعابين والعقارب أنتِ تريدين قتلى .. ابعدي عنى.
فاختفت الفتاة على الفور ولم تعد تظهر بعد ذالك اليوم.
وهنا سكتت الجدة ثم قالت لي بصوتها الدافئ الحنون : يكفى حكايات هذه الليلة ولتخلد للنوم .. ثم وضعتني في الفراش .. لكن هيهات .. فبعد هذه القصص المرعبة يأبى النوم أن يداعب أجفاني وأظل طوال الليل منكمشا أسفل غطائي، كانت هذه القصص تملئ أمسياتي رعبا وتكسو أحلامي بلونها الرمادي وصور العفاريت التي تترأى في مخيلتي .. انه الخوف الطفولي البريء .. كانت حكايات الجدة كافية لأن تقذف بي في لجة الهلع لأعيش القصة واقعا مرعبا .. فالخوف يظل أقوى شعور يربك الإنسان.
جدتي الحنون .. رحلت وبقت ذكراها عطرة ..
وذات يوما استيقظت على صراخ والدتي وبكاء أبي .. لقد رحلت جدتي الحنونة وأخذت معها روائح الماضي الجميل .. رحلت الجدة التي طالما تجمعنا من اجلها ... رقدت بسلام أخيرا.

صديقي عصام ركبه عفريت!

ومرت السنوات مسرعة وكبرت .. وفى احد الأيام كنت جالسا في غرفتي أداعب ذاكرتي وأدغدغ مشاعر الزمن العتيق وإذا بالهاتف يرن ...
- ألو نعم ..
- تعال بسرعة أنا أم عصام ..
- خير ماذا حدث ؟ ..
- عصام ركبوا العفريت (أي تلبسه أو مسه شيطان ) ..
فأغلقت السماعة وركضت سريعا إلى منزل صديقي عصام فهو لا يبعد كثيرا عن منزلي، فوجدت الباب مفتوح وأصوات النحيب تخرج منه فدخلت وتوجهت لغرفة النوم حيث مصدر الصوت فوجدت عصام ممدا على السرير يتكلم بكلمات مبهمة وحركات غير طبيعية ... نعم لقد ركبه عفريت.
طرقنا أبواب الطب الذي طالما لا يؤمن بهذه الأمور الخرافية وكان تشخيصه صدمه عصبيه .. وقطعنا شوطا في العلاج من دون جدوى حتى ألجئنا اليأس إلى طرق أبواب رجال الدين ... هنا آيات تتلا ....وهنا تسابيح وتراتيل ... حتى انعم الله عليه بالشفاء التام وتعافى تماما ..
مازالت محافظة على الرونق الفرعوني القديم ..
وفي ليلة جلست معه احتفالا بشفائه حتى خلى المكان من الأصدقاء فنظرت له وابتسم هو كأنه عرف ماذا أريد وقال : حاضر .. سوف اسرد عليك ما حدث .. ثم تنهد وأطرق متأملا إلى الأرض ليجمع شتات أحداث ذلك اليوم المشئوم قبل أن ينظر إلي قائلا : لقد تمت دعوتي لحضور عرس احد أصدقاء الدراسة وكان منزله في إحدى القرى المجاورة وبالفعل ذهبت إلى بلدته ولأني غريب سألت احد الأشخاص لكي يدلني على المنزل فقال لي اتبعني سوف أرشدك ومشينا معا ..
وفى الطريق اخذ هذا الرجل يتحدث في أمور كثيرة وكان ثرثارا للغاية فلم أعيره أي اهتمام ولم أبالي كثيرا بما يقول بل كنت مشغولا ومأخوذا بجمال تلك القرية العتيقة التي مازالت تحافظ على الرونق الفرعوني .. ثم انتبهت فجأة إلى صوت الرجل وهو يقول : صاروا الآن ثلاثة قتلى في شهر واحد.
فقلت : أي قتلى ؟!.
فرد الرجل باستغراب : يبدو انك لم تعيرني اهتمام عندما كنت أقص عليك حكاية القتلى الثلاثة الذين قتلوا في بلدنا .. أحدهم لقيناه مفصول الرأس .. والثاني مفقوء العينين .. والثالث مبقور البطن ..
ثم توقف الرجل عن الكلام أخيرا وأشار بيده إلى أحد المنازل قائلا : هذا هو المنزل الذي تريده .. فشكرته وتوجهت للمنزل حيث قوبلت بترحاب حار من الجميع واستمتعت بعرس صديقي حتى سرقني الوقت وخيم الليل على المكان ولم أجد سيارة للعودة لمنزلي.
لماذا لم تعر الرجل اهتماما ؟ ..
فاقترح احدهم أن أبيت عندهم وفى الصباح انطلق عائدا للبيت. وبالفعل دخلت إحدى غرف منزل صديقي لأقضي ليلتي فيه .. كانت غرفة واسعة للغاية سقفها عالي جدا وحوائطها قديمه ومزخرفة ببعض الرسومات وبها سرير قديم والى جواره كرسي من الخيزران فجلست على الكرسي وأشعلت سيجارة وما أن انتهيت منها حتى ارتميت على السرير وأغمضت عيني وغصت في النوم .... وفى منتصف الليل شعرت بهواء ساخن يضرب على وجهي ففتحت عيني لأجد شخص جالس على الكرسي بجواري وكان مبقور البطن واثنان واقفين خلفه واحد مفقوء العينين والآخر بدون رأس! ..
تكلم الشخص الذي كان جالسا بجواري قائلا بغضب وهو يحدق في وجهي : لماذا لم تعير الرجل اهتماما وهو يحدثك عنا؟. 
فصرخت من الرعب وفقدت الوعي في الحال وفى الصباح أخذوني للمنزل وأنت تعرف باقي القصة.
وأنت أيضا عزيزي القارئ .. عليك أن تعيرني اهتمامك وأن تقرأ قصصي جيدا وتتفاعل معها لكي لا تغضب العفاريت فتزورك في حجرة نومك!!.

أغرب قبر في العالم

بقلم : اياد العطار

ضريح عمره مئات السنين أثار حيرة الجميع ..
كانت ليلة مجنونة غارت نجومها وتوارت خلف سحب سوداء تجري مسرعة كأنها خيول سماوية جامحة تطارد بعضها بعضا إلى غاية مجهولة . وعلى الأرض عصفت الريح بجنون فانتفضت الأشجار وتمايلت الأغصان كأنها ترقص طربا على وقع تكسر قطرات المطر المنهمر بغزارة على الأسطح الحجرية التي تسربلت بظلام دامس لم يهتك ستره سوى برق ساطع يرمش هنا وهناك في أطراف السماء الغاضبة التي أخذت تزمجر رعودا مدوية جفلت لها قلوب البشر الضعفاء فسكنوا إلى منازلهم الدافئة وخلت منهم الميادين والطرقات .
لكن ليس كل الناس لديهم منزل . إذ لا تخلو مدينة في العالم من مشردين بائسين اتخذوا من الشارع مسكنا ومأوى لهم .. فأين يذهب هؤلاء في عاصفة كهذه ؟ .
يبحثون بالطبع عن أي جحر يقيهم برد الرياح ورذاذ المطر ، بعضهم يلجأ إلى الخرائب والبنايات القديمة المهجورة ، فيما يختبأ آخرون داخل مرافق المدينة العامة كأنفاق المترو ومحطات القطار ودورات المياه الخ .
لاحت له المقبرة على الجانب الآخر من الشارع ..
لكن جميع تلك الأماكن لم تكن متاحة بالنسبة لأحد مشردي مدينة أدنبرة الاسكتلندية في تلك الليلة الهوجاء من شتاء عام 1998 ، جميع الأبواب كانت موصدة بوجهه ، فوقف الرجل تحت المطر يتلفت يمنة ويسرة لا يدري ماذا يفعل ، وفيما هو غارق في حيرته إذ ومض البرق فجأة فلاحت له على الطرف الآخر من الشارع شواهد وأضرحة مقبرة جريفرايرز كيركيارد (Greyfriars Kirkyard ) ، وهي مقبرة قديمة متروكة تقع في قلب المدينة . المتشرد رأى في تلك الأضرحة الحجرية الشامخة فرصة لا تفوت لاتقاء شر العاصفة ، فتسلق سياج المقبرة الحديدي وطفق يدور على قبورها طارقا أبواب الموتى عل أحدهم يستضيفه! . لكن الموتى لم يكونوا أكثر كرما من الأحياء ، إذ كانت جميع الأضرحة والمدافن مقفلة وموصدة بإحكام ما خلا ضريح واحد دائري الشكل تعلوه قبة حجرية كبيرة مزخرفة بنقوش جنائزية ، كان بابه مفتوحا بالصدفة ، ربما نسى متعهدو المقبرة إقفاله ، فدخل المتشرد إليه بلا تردد واستلقى على أرضيته يرتاح من هول ما عانى من برد وتجوال في تلك الليلة الرهيبة .
ضريح دائري تعلوه قبة حجرية كبيرة ..
كانت الساعة قد قاربت منتصف الليل ، ولم يكن المكان معتما بالكامل ، فمن خلال كوة صغيرة في قبة الضريح انساب شعاع خافت مصدره الضوء المنبعث من نوافذ المنازل المجاورة ، وبواسطة تلك الإنارة الباهتة أستطاع الرجل أن يستكشف أرجاء المكان الذي يجلس فيه ، وشد انتباهه على الفور وجود فتحة كبيرة في أرضية الضريح ، لكنه لم يستطع تبين ما بداخلها ، فأخرج مصباحا كهربائيا صغيرا من جيبه وسلطه ضوءه على الفتحة فشاهد سلما حجريا ينحدر منها إلى أسفل الضريح ، أي إلى المدفن حيث تقبع التوابيت . ولم يستطع المتشرد مقاومة فضوله فنزل ذلك السلم إلى المدفن حيث كانت تنتظره أربعة توابيت خشبية يكسوها الغبار . المتشرد تصور أن تلك التوابيت القديمة ربما تحتوي على أشياء ثمينة ، فأخرج سكينا صغيرة من جيبه وفتح واحدا منها ، لكن لم يكن في داخله سوى جثة قديمة متيبسة ، غير أن صاحبنا لم ييأس ، دفعه طمعه لفتح تابوت آخر ، وفيما هو يعالج التابوت الثاني بالسكين انزلقت قدمه وهوى إلى حفرة كبيرة تقع أسفل المدفن ، كانت تلك الحفرة مليئة بعظام وجماجم تعود لأناس ماتوا خلال الطاعون الذي ضرب المدينة في العصور الوسطى وجرى دفنهم هنا بصورة جماعية . المتشرد شعر برعب شديد وهو يشاهد هياكل الموتى تحيط به من كل جانب ، وخيل إليه أنها تتحرك ، وهي في الواقع كانت تتحرك فعلا ، لكن ليس من ذاتها ، وإنما بسبب اصطدامه واحتكاكه بها ، وظن بأنها تريد أن تسحبه معها نحو عالمها السفلي المظلم ، فراح يزحف ويرفس بقدميه كمن يطارده وحش كاسر حتى تمكن من الخروج من الحفرة ثم ارتقى السلم إلى الأعلى وترك الضريح وهو يصرخ كالمجنون . وقد صادف خروجه مرور احد الحراس برفقة كلبه ، فأزداد المتشرد رعبا فوق رعبه لرؤية الكلب الذي أخذ يطارده وينبح عليه ، ربما ظنه من كلاب الجحيم ، فأطلق ساقيه للريح لا يلوي على شيء ، وبالمقابل ظن الحارس بأن المتشرد هو شبح أحد الموتى ، فركض هو الآخر مذعورا ، لكن بالاتجاه المعاكس .
صورة تابوت في مدفن الضريح والحفرة الموجودة أسفله وتظهر فيها الجماجم والعظام بوضوح ..
وهكذا بدأت قصة الضريح ، الظاهر أن ذلك المتشرد ، أطلق من دون قصد شيئا شريرا من مكمنه . ومنذ ذلك الحين بدأ زوار المقبرة يتحدثون عن وقوع حوادث غريبة . أولى تلك الحوادث وقعت بعد عدة أيام على حادثة المتشرد . إذ كانت هناك سيدة تزور المقبرة للإطلاع على معالمها التاريخية ، ودفعها الفضول إلى الاقتراب من الضريح ومحاولة رؤية ما بداخله عبر النافذتين الصغيرتين المحفورتين في بابه ، أرادت أن تعرف ماذا يوجد داخل هذا الضريح المخيف الذي يبدو كصومعة من صوامع الجحيم ، وفيما هي تمعن النظر أحست بنسمة هواء باردة قادمة من داخل الضريح تضرب وجهها ، فارتدت عن الباب مرعوبة وغادرت المقبرة على عجل . وفي اليوم التالي صدمت المرأة حين نظرت في مرآتها ، كانت هناك كدمات وبقع داكنة على وجهها كأن أحدا ما أشبعها ضربا .
أطلق شيئا شريرا من مكمنه ..
حادثة تلك السيدة كانت الأولى لكنها لم تكن الأخيرة ، فخلال الأشهر القليلة التالية تعرض المئات من زوار المقبرة لهجمات مماثلة ، تلك الهجمات تركزت داخل الضريح وبالقرب منه ، لكنها حدثت أيضا في أجزاء أخرى من المقبرة ، خصوصا في الجزء المعروف بأسم السجن .
البعض أحسوا بشيء بارد وناعم يداعب وجوههم أو أجسادهم ، آخرون تعرضوا للقرص أو الوخز أو الضرب ، وهناك من خارت قواهم فجأة وسقطوا أرضا مغشيا عليهم ، وهناك أيضا من لم يشعروا بشيء لكنهم اكتشفوا تعرضهم للهجوم بعد عودتهم لمنازلهم ، انتبهوا لوجود كدمات على أجسادهم أثناء اغتسالهم أو تغيير ثيابهم . وتم تصنيف الكدمات الناتجة عن الهجمات إلى نوعين ، كدمات باردة ، أي لا تؤلم ، ولا يكتشف الضحية وجودها إلا بعد حين عن طريق الصدفة ، وذلك تمييزا لها عن الكدمات الحارة ، أي تلك التي يشعر بها الضحية فورا وتكون مؤلمة ، وقد تنزف أحيانا ، وتتخذ أحيانا شكل خربشة الأظافر . والعجيب هو أن تلك الكدمات والجروح التي تصيب زوار المقبرة كانت تلتئم بسرعة فائقة ، معظمها يختفي خلال أيام قلائل .
سكان المنازل المجاورة تعرضوا لحوادث غريبة ..
ولم يقتصر الأمر على زائري المقبرة ، فسكان المنازل التي تقع بالقرب من الضريح كانوا هم أيضا عرضة لحوادث غامضة ، ظهرت الكدمات على أجساد البعض منهم ، واستيقظوا مرات عدة في ساعة متأخرة من الليل على صوت طرق مجهول المصدر على جدرانهم ونوافذهم . وشبت النار بصورة مفاجئة ودونما سبب في بعض تلك المنازل . واقترنت هذه الحوادث غالبا بانتشار رائحة كريهة تزكم الأنوف مصدرها المقبرة .
وبمرور الوقت تزايدت القصص والشائعات حول ما يجري في المقبرة ، قيل بأنه تم العثور على طيور وحيوانات ميتة بطرز مرموز بالقرب من الضريح ، وتحدث البعض عن ظهور أشباح تتجول في المقبرة ، لكن معظم من تعرضوا للهجوم لم يروا شيئا ، أحسوا فقط بوجود شيء ما يلاحقهم ويتبع خطاهم ، أحيانا يقف جوارهم أو خلفهم ، خصوصا عندما وجودهم داخل الضريح ، وأحيانا يلمسهم ، كانوا يلتفتون فلا يجدون أحدا ، وعندما ينظرون إلى المكان الذي تعرضوا للمس فيه كانوا يجدون كدمات أو جروح وبقع حمراء .
هندرسون .. وجد في المقبرة فرصة للكسب ..
تزايد الحوادث الغامضة دفع بلدية إدنبرة إلى إغلاق المقبرة ، أقفلوا الأبواب ولم يعودوا يسمحون للعامة بالدخول . لكن كاتبا محليا مغمورا أسمه جان-اندرو هندرسون لم يعجبه ذلك ، كان إغلاق المكان برأيه عملا غبيا يهدر فرصة الاستفادة من شهرة المقبرة في جذب السياح وكسب المال . لهذا تقدم هو نفسه بطلب للبلدية من اجل تأسيس شركة تكون مسئولة عن تنظيم جولات سياحية داخل المقبرة ، وبالطبع وافق المجلس البلدي على الفور مادام قسما من أرباح تلك الشركة ستعود إليه . وهكذا ظهرت إلى الوجود شركة مدينة الموتى (City of the Dead ) التي تقوم حاليا بتنظيم جولات يومية ، نهارية ومسائية ، داخل المقبرة .
ومن أجل الترويج لشركته قام المالك جان-اندرو هندرسون بتأليف كتاب أسمه : الشبح الذي سكن نفسه (The Ghost That Haunted Itself ) ، والمقصود بعنوان الكتاب هو أن الشبح المسئول عن حوادث المقبرة قد سكن في قبر صاحبه على غير عادة الأشباح التي تفضل السكن في الأماكن التي عاش فيها الميت خلال حياتها ، فالناس تعودوا سماع قصص عن منازل وقلاع وقصور مسكونة ، لكنهم لم يسمعوا قبلا عن قبر مسكون . وقد زعم هندرسون في كتابه بأنه هو نفسه كان ضحية لهجمات انتقامية من قبل الشبح أو الكائن الخفي الذي يسكن المقبرة ، حيث تعرض مقر شركته داخل المقبرة لحريق غامض ، وبعد أيام شب حريق مماثل في منزله ، وفي كلا الحريقين عجزت شركة التأمين عن تحديد السبب .
إحدى الجولات داخل المقبرة ..
هندرسون قال أيضا بأن هجمات المقبرة تشهد تذبذبا في وتيرة وقوعها ، أحيانا تزداد ، وأحيانا تتوقف لأيام وأسابيع ، كما أن سلوكها قد يختلف من شخص لآخر ، أحيانا تتركز حول شخص بعينه ، حدث ذلك مع أحد المرشدين الذين عملوا مع الشركة ، إذ تكرر تعرضه للهجوم أكثر من غيره لسبب غير معروف ، وفي بعض الحالات النادرة كانت الهجمات تلاحق الضحايا حتى في منازلهم .
وشهدت المقبرة محاولتين لتطهيرها وتخليصها من قواها الخفية ، المحاولة الأولى باءت بالفشل وأنسحب مجريها بسرعة قائلا بأن الشبح الذي يسكن المقبرة أكتسب قوة هائلة وأصبح من الصعب التغلب عليه . أما المحاولة الثانية فكانت من نصيب طارد أرواح معروف في إدنبرة أسمه كولين غرانت ، دخل المقبرة ليلا وقام بإجراء طقوس مطولة استمرت لعدة ساعات ، لكنه توقف فجأة وقد تملكه خوف شديد ، قال بأن الكائن الذي يسكن المقبرة هدده بالموت . وفعلا عثروا عليه ميتا في منزله بعد أسبوع! .. مات بالسكتة القلبية .
صورة لداخل الضريح ..
وكما في جميع قصص الأشباح ظهر بعض المشككين بحقيقة ما يجري في المقبرة وقالوا بأن الأمر برمته مجرد خدعة وكذبة مبتذلة من اختراع هندرسون من أجل جذب الزوار لشركته وكسب المال . هذا الرأي قد لا يخلو من صحة ، فهندرسون ومرشديه السياحيين بالغوا حتما في قصصهم من أجل ترك أثر أكبر على نفسية الزوار ، لكن إذا كان الأمر برمته مجرد كذبة ، فما تفسير الكدمات والجروح التي تظهر على أجساد الزائرين ، فهناك عشرات الصور والشهادات الحية التي تؤكد حدوثها ، وهذه الشهادات مقدمة من قبل أشخاص ذوي خلفيات ومستويات فكرية مختلفة ، بعضهم لم يكونوا يؤمنون بالغيبيات أصلا ، زاروا الضريح من أجل إثبات كذب القصة ، لكنها خرجوا من تلك الزيارة بدليل غير نظرتهم عن الكثير من الأمور التي طالما أمنوا بها واعتبروها من المسلمات . وبعض تلك الحوادث حدثت لصحفيين ومقدمي برامج وطواقم تصوير أجنبية ، وجرى تصوير بعضها بصورة حية على الهواء .. فهل يعقل بأن كل ذلك كذب ؟ .. هل يعقل أن مئات الحوادث الموثقة خلال السنوات القليلة الماضية كلها ملفقة ؟ . هندرسون يمكنه أن يكذب كما يشاء ، لكن ليس بإمكانه حتما أن يوسم أجساد زوار المقبرة بكل تلك الكدمات والجروح من دون أن يشعر به أحد ، ولا أظن بأن هناك طريقة خفية لفعل ذلك ، فطبيعة تلك الهجمات تجعل من المستحيل تصور بأنها مدبرة .. وإليك عزيزي القارئ بعض الشهادات الحية التي قد تعطينا فكرة أفضل عنها :
صور مختلفة للكدمات والجروح التي تعرض لها بعض زائري المقبرة ..
سوزانا شيلدز ، 27 عاما ، تعمل مديرة إعلانات تقول بأنها زارت المقبرة خلال إحدى الجولات المسائية ، وفي اليوم التالي استيقظت لتجد بقعة بحجم إبهام اليد تحت عينها اليسرى وتقول عن ذلك : "لم أشعر بالأذى ولم تكن البقعة مؤلمة ، لكنها أخذت قرابة الأسبوع لتختفي".
كارين بيرين ، 37 عاما ، من لندن ، تقول بأنها مرت بأسوأ تجربة في حياتها داخل المقبرة ، حدث ذلك حينما كانت تتجول داخل سجن المقبرة .. تقول : "شعرت بالدوار فجأة ، وبوخز في يدي حتى لم أعد أشعر بها ، لكني ظللت أقاوم ، ثم شعرت بالغثيان وأخذ قلبي يخفق بسرعة . وفي أثناء ذلك تلقيت ضربة قوية على رأسي ، ضربة أتت من الداخل ، كأنما دماغي بأكمله قد تعرض لصفعة قوية ، وبدأت أركض كالمجنونة لكي اخرج من ذلك المكان ولم أستطع التوقف عن البكاء".
أما كيفن ماركس من يوركشاير فكتب يقول : "كنت واقفا وسط الضريح وشعرت بشيء ناعم الملمس يمر فوق عيني ووجنتي ، لم يكن هناك غيري داخل الضريح . في اليوم التالي استيقظت من النوم لأجد كدمة كبيرة حول عيني وجروح تشبه خربشة الأظافر تمتد على وجنتي وعنقي".
ماري بوغن ، 38 عاما ، من كورنوال كتبت تقول : "كنت داخل الضريح عندما شعرت بألم ، تحديدا فوق صدري ، وبعد أن خرجنا من الضريح فتحت قميصي لأتحرى سبب الألم فرأيت بقعة حمراء داكنة في نفس المنطقة التي آلمتني ، وأريت تلك البقعة لبقية الزوار ، وفيما هم ينظرون إليها ظهرت ثلاث بقع أخرى إلى جوارها ، وفي اليوم التالي كانت جميع البقع قد اختفت!".
طيب إذا لم تكن الهجمات مفبركة فما تفسير ما يحدث ؟ .. للإجابة على هذا السؤال علينا أولا أن نعرف من هو صاحب الضريح وأن نأخذ فكرة بسيطة عن تاريخ المقبرة .

ماكنزي الدموي

مقبرة جريفرايرز كيركيارد هي واحدة من أقدم المقابر في ادنبره ، إن لم تكن الأقدم على الإطلاق ، دفن فيها مئات الآلاف من الناس على مدى قرون ، دفنوا الواحد فوق الآخر إلى درجة أن أرض المقبرة المستوية تحولت بمرور الزمن إلى تل من العظام والجماجم البشرية . والكثير من أولئك الموتى لم يحضوا بقبور ، بعضهم قضوا خلال الأوبئة والمجاعات والقلاقل التي شهدتها البلاد خلال العصور الوسطى وجرى دفنهم جماعيا في حفر كبيرة جرى حفرها وردمها بسرعة ودونما اعتناء . لكن أسوأ ما شهدته المقبرة حدث خلال القرن السابع عشر ، في تلك الفترة تم تحويل جزء من المقبرة إلى سجن مفتوح ، معتقل لمئات الأشخاص ، ومازال الجزء الذي حبس فيه هؤلاء الناس شاخصا للعيان حتى يومنا هذا ، يحيط به سور حديدي وضعت على بوابته لافتة كبيرة كتب عليها التالي :
خلف هذه البوابة تم سجن مئات الأشخاص في العراء ..
"وراء هذه البوابة يقع القسم الجنوبي من جريفرايرز كيركيارد التي استخدمت عام 1679 كسجن لأكثر من ألف شخص من أنصار العهد الوطني الذين تعرضوا للهزيمة من قبل القوات الملكية في معركة جسر بوثويل في 22 يونيو من ذلك العام . ولأكثر من أربعة أشهر تم احتجاز هؤلاء الرجال هنا من دون سقف يظلهم ، كل رجل منهم لم يحصل على أكثر من مئة غرام من الخبز يوميا كطعام ، لكن بعض المواطنين الطيبين كانوا يتكرمون عليهم أحيانا بمزيد من الطعام .
بعض أولئك السجناء ماتوا هنا ، بعضهم حوكم وأعدم بتهمة الخيانة ، بعضهم تمكن من الهرب ، وبعضهم أطلق سراحه بعد توقيعه على عهد الولاء للملك . كل أولئك الذين تعرضوا للاضطهاد وماتوا من أجل إخلاصهم للعهد الوطني خلال فترة حكم تشارلز الثاني و جيمس السابع تم تخليد ذكراهم  بنصب للشهداء موجود عند الجدار الشمالي الشرقي .
في نوفمبر 1679 تم نفي المتبقين على قيد الحياة ، وعددهم 257 رجلا ، إلى ما وراء البحار . أخذوا إلى الميناء ووضعوا على متن سفينة متجهة إلى المستعمرات الأمريكية؛ تقريبا جميعهم ماتوا غرقا عندما تحطمت السفينة بالقرب من جزر أوركني ، ولم ينجو منهم سوى 48 شخص" .
المكتوب على هذه اللافتة ليس سوى صفحة واحدة من صفحات صراع دموي طويل راح ضحيته قرابة 18 ألف إنسان من رجال ونساء وأطفال ، الكثير منهم دفنوا في مقبرة كيركلاند . وكان معظمهم ينتمي لطائفة المشيخية المسيحية (Presbyterianism ) التي كانت مذهبا دينيا لشريحة واسعة من سكان اسكتلندا ، عرف بعضهم بأسم المعاهدون (Covenanter ) لأنهم اجتمعوا وتعاهدوا على حماية وحفظ مذهبهم ضد المحاولات التي كانت الحكومة الملكية تبذلها لتحويلهم إلى مذهب الأسقفية الحاكمة (Episcopal polity ) .
جورج مكانزي ..
كانت حقبة عنيفة مغرقة بالدماء ، وفيها برز أسم جورج مكانزي (Sir George Mackenzie) وهو نبيل ينتمي إلى عشيرة مكانزي الاسكتلندية المتنفذة . كان رجلا مثقفا له عدة مؤلفات في السياسة والقانون والتاريخ والدين ، وعمل كمحامي ، كان له حضور بارز في العديد من محاكمات الساحرات التي كانت منتشرة في ذلك الزمان ، لكن حضوره الأبرز كان من خلال عمله كمحامي للملك (إدعاء عام) ، إذ كان هو الذي أوصى بسجن أولئك المساكين الذين ذكرناهم أنفا في مقبرة كيركلاند ، هو الذي أوصى بتعذيبهم وتجويعهم وتعريضهم لبرد الشتاء القاسي من دون سقف يظلهم ، هو الذي أوصى بنفي الناجين القلائل إلى ما وراء البحار لينتهوا غرقى في مياه المحيط . فعل كل ذلك من دون أن يطرف له جفن أو يشعر بأي ندم ، ولهذا أطلقوا عليه أسم مكانزي الدموي (Bloody Mackenzie ) .
لاحقا في حياته فقد مكانزي حضوته لدى البلاط ، تقاعد وعاش وحيدا منسيا ، كان له ثمانية أطفال ، أربعة أولاد وأربعة بنات ، العجيب أن جميع أولاده ماتوا صغارا من دون عقب ، فيما عاشت جميع بناته وتزوجن وأنجبن ، كأنما قدر له أن لا يبقى من يحمل أسمه . والأعجب في قصة مكانزي هو مكان دفنه ، فحين مات الرجل في الخمسين من عمره أقاموا له ضريحا فخما في مقبرة كيركلاند ، في نفس المكان الذي قضى فيه المئات والآلاف من ضحاياه ! .. كأنما الرجل لم يكفه ما فعله بهم خلال حياته فلاحقهم إلى قبورهم أيضا .. وأظنك تعلم عزيزي القارئ عن أي ضريح نتكلم .. نعم أنه هو .. الضريح الدائري اللعين .. ضريح مكانزي الدموي .
ويقال ب<


هناك تعليقان (2):

  1. السيد إياد العطار صاحب موقع كابوس هو شخصية مهزوزة، يعشق نفسه بنرجسية عجيبة،من لا يبجله بالألقاب التعظيمية و لو نفاقا و كذبا فعلي الأرجح أن لا ينشر تعليقه،كما أنه لا يسمح أن ينتقده شخص،ثم نجد أنه يحب تجميع الأطفال و المراهقين في موقعه حتي يسهل له السيطرة عليهم ربما يعود السبب لإحساس بالدونية أو النقص كونه إنسان غير متعلم أو بسبب تحصيله العلمي البسيط،فمعظم قراء موقعه من الأطفال والمراهين حتي المشاركات و التجارب فمعظمها خيالات أطفال وقصص ما قبل النوم وكل مواضيعه إقتباسات من النت فهو غير مبدع وغير قادر علي كتابة أي مقال علمي أو أكاديمي أو تحليلي من أمهات أفكاره، ثم يسمح فقط لشيوخ الدجل والشعوذة بنشر أفكارهم وتجاربهم علي أصحاب التجارب من أحداث مراهقين ضاربا عرض الحائط بكل التعاليم الدينية و الأخلاقية،ولا يسمح بأي تصحيح أو رأي مخلف؛إن إياد العطار ينشر المرض و الجهل و الإضلال عبر موقعه كابوس إرضاء لرغباته الدونية أو إرضاء لشخصيته القمعية و الدكتاتورية التي تخاف الرأي الآخر،إنه موقع رخيص بإمتياز،لهذا فهو لا يحبذ وجود أي شخص أكاديمي في موقعه؛ويحب تجميع الأطفال و المرضي النفسيون أصحاب قصص الحمار الطائر حوله وأيضا في موقعه الهابط،أليس غريبا أن يكون من مواليد دولة إسرائيل العدوة ويأمن بمهدي الشيعة المنتظر

    ردحذف
    الردود
    1. 0

      موقع كابوس أصبح موقعا متدنيا جدا من جميع النواحي الفكرية والثقافية والإجتماعية ومرتعا للمجانين والمهووسين والمهزوزين نفسيا بسبب تدني مستوي مدراء الموقع إجتماعيا وسخافة مستواهم الفكري وتفاهتهم وعدم إلمامهم بأي شيئ روحاني أو ديني ومنهم المديرة رنين و ريان الزهراني ودينا,و ليس فقط هذا فهم أيضا يتلاعبون بتعليقات المعلقون وينشرون منها ما يناسب شخصياتهم التافهة والمريضة أما أصدقائهم ومن لديهم معهم مصلحة أو علاقة ما فيسمحون لهم بالهجوم علي الآخرين وتجريحهم ولا ينشروا ردود الناس التي تعرضت للهجوم و الإستهزاء,تواطئهم بشع لأبعد الصور,مثلا وفي قسم التجارب ينشروا لنفس الشخص وفي فترة وجيزة خمس تجارب وكلها هراء في هراء وهذا دليل علي تواطئهم مع بعض أصحاب التجارب و دليل علي إنحطاط مدراء الموقع الفكري والأدبي والعقلي , ثم إذا إنتقد أحدهم هذه القصة أو الأكاذيب الواضحة فيها يُهاجم من الإدارة ومن كاتب القصة, وإذا أراد المنتقد الشرح و الرد لا ينشروا تعليقه أو يقطعوا منه,ولنا في قصة أمل وتتيانا وصديقتم الجنية الخيالية خير مثال في الدجل والإحتيال علي الناس,علي الرغم أنه يوجد كثير من التجارب الحقيقية التي لا تنشر,كما أن كل وليس معظم مقالات و تقارير الموقع مسروقة أو منقولة,فهم لا يسمحوا للكتاب المبدعون و أهل الخبرة بالتواجد,فالسيد إياد العطار ومدراء موقعه المعاقون نفسيا يريدون جذب أكبر عدد ممكن من الأطفال حولهم لهذا تجد الآن معظم المعلقون وكتاب التجارب من الأطفال والمهزوزين وأصحاب الأمراض النفسية والخيالات,لو كانوا يسمحون لنا أن نرد ونعلق بحرية لما إلتجأنا لهذا الأسلوب ولكنهم أقصونا ليتركوا شيختهم النصابة تتيانة وصديقتها المفصومة أمل و جنيتها المزعومه بنشر كفرهن و ظلالهن علي الناس ليستغلوا وينصبوا علي البسطاء,رغم إني أظن أن تتيانة وأمل ما هم إلا أحد مدراء الموقع لهذا فسمح لهن ما لم يسمح لأحد غيرهم,وهذا كله بعلم إياد العطار,فهو الذي إختار هذه الإدارة المتخلفة fearkingdom@yahoo.com
      my@kabbos.com

      حذف